السوشيال ميديا والضغط المعرفي.. حين تتحول المعرفة إلى عبء

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


يعيش العديد من الأشخاص في الوقت الحالي مع هواتفهم الذكية كرفاق افتراضيين، فيبدأ الشخص يومه بفتح هاتفه الذكي، ثم يبدأ في تصفح الفيسبوك، ليجد كمًا غير متناهٍ من المحتوى والإشعارات في انتظاره، ثم ينتقل إلى اليوتيوب فيستمع إلى الفيديو هذا وذاك، ويُتابع أخبار المشاهير والفنانين، ثم ينتقل لقراءة خبر سياسي، أو نصيحة صحية أو نفسية وهكذا.

وفي كل هذا يتعرض الإنسان لكمّ هائل من المعلومات التي قد تصيبه بضغط معرفي وتؤثر على دماغه بشكل كبير، فقبل أن يبدأ الشخص العادي يومه يجد نفسه مُجهد ذهنيا، ومُثقل بالعديد من الأشياء التي تجعله غير قادر على التركيز أو اتخاذ قرار، والتي تؤثر على صحته النفسية أيضا بشكل كبير.

نُدرك تماما أنه في عصر السوشيال ميديا أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فبضغطة زر تستقبل سيلًا كبيرًا من المعلومات والأخبار والصور والفيديوهات والآراء والنصائح، هذا الكمّ الهائل رغم فوائده يؤثر علينا بشكل كبير.

إحصائيات ودراسات

هناك دراسات حديثة تشير إلى أن الإنسان يتعرض يوميا لما يزيد عن 34 جيجا بايت من المعلومات، وهو ما يُعادل قراءة حوالي 100.000 كلمة في اليوم.

هذا الضغط الهائل من المعلومات يضع الدماغ تحت تأثير كبير، فالدماغ يحاول بشكل مستمر أن يفهم ويُحلل ويُميز بين الصحيح والمضلل.

إن الدماغ يحتاج إلى وقت لمعالجة المعلومات، لكن السوشيال ميديا لا تمنحه هذا الوقت، ففي وسط هذا الكم الهائل من المعلومات من الممكن أن يتبنى الإنسان أفكارًا خاطئة دون أن يدري.

أهمية الوعي الرقمي

إن أكثر من نحتاجه ليس معرفة كيفية استخدام السوشيال ميديا، بل معرفة أثرها على حياتنا، إن السوشيال ميديا مثل الأكل بشكل سريع، ممتع لكن مُضرّ.. لذا لا بد أن نفهم أننا لسنا مضطرين لمعرفة كل شيء، وأن نعي أنه في زمن المعلومات يكمن الحل في التوازن، ولا بد أن نكون نحن من يتحكم في المحتوى وليس هو الذي يتحكم فينا.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط





‫0 تعليق

اترك تعليقاً