في خطوة جديدة من شأنها أن تعيد تشكيل موازين القوة في المنطقة، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن توقيع عقد عسكري ضخم مع أمريكا.
ويشمل العقد شراء طائرتين جديدتين من طراز بوينغ «كيه سي – ٤٦» (بيغاسوس) المخصصة لتزويد الطائرات بالوقود جوًا.
وبموجب هذا العقد، ينضم الطراز الحديث إلى الأسطول الجوي الإسرائيلي ليكمل صفقة سابقة شملت أربع طائرات من النوع نفسه، ليصل العدد الإجمالي إلى ست طائرات، في مؤشر واضح على سعي تل أبيب إلى تعزيز قدراتها الاستراتيجية على المدى الطويل، وفقا لمجلة “ناشيونال إنترست”.
وتكتسب هذه الصفقة أهميتها من كونها تأتي في أعقاب الحملة الجوية الإسرائيلية الأخيرة على إيران، التي جرت في يونيو/ حزيران الماضي واستمرت قرابة اثني عشر يومًا، والتي اعتمد خلالها سلاح الجو الإسرائيلي بصورة أساسية على طائرات قديمة للتزود بالوقود من طراز بوينغ «٧٠٧» المعدلة، إضافة إلى بعض طائرات لوكهيد مارتن «كيه سي – ١٣٠» هيركوليس.
ورغم نجاح العملية، كشفت التجربة عن نقاط ضعف واضحة، إذ لم تعد تلك الطائرات قادرة على مواكبة متطلبات المهام العسكرية بعيدة المدى.
وتُعتبر مسألة التزود بالوقود جوًا عاملًا مصيريًا بالنسبة لإسرائيل، نظرًا للمسافة الكبيرة التي تفصلها عن إيران والتي تتجاوز 1600 كيلومتر، وهو ما يجعل المقاتلات غير قادرة على بلوغ أهداف استراتيجية من دون الاعتماد على طائرات دعم متقدمة.
وأشارت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان رسمي إلى أن الطائرات الجديدة ستخضع لتجهيزات خاصة وأنظمة إسرائيلية معدلة لتتلاءم مع طبيعة التهديدات التي تواجهها. وتبلغ قيمة العقد الجديد نحو ٥٠٠ مليون دولار، على أن يتم تمويله من المساعدات العسكرية الأمريكية السنوية التي تحصل عليها إسرائيل.
برغم ذلك، ما زال العقد في انتظار مصادقة اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون المشتريات الدفاعية، والتي يُتوقع أن تمنحه الضوء الأخضر نظرًا لأهميته الإستراتيجية.
وتعود جذور هذه الصفقة إلى عام ٢٠٢٠ حينما وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على بيع ما يصل إلى ثماني طائرات من هذا الطراز لإسرائيل. لاحقًا، في عام ٢٠٢٢، حصلت شركة بوينغ الأمريكية على عقد قيمته ٩٣٠ مليون دولار لتوريد أول أربع طائرات، والمتوقع أن يتم تسليمها قبل نهاية عام ٢٠٢٦. ومن خلال هذه الإضافة الجديدة، تحاول إسرائيل سد فجوة زمنية في قدراتها الجوية ريثما يتم استبدال الأسطول القديم كليًا.
أسطول يوشك على التقاعد
وخلال العملية الأخيرة ضد إيران، لجأت إسرائيل إلى استخدام ما تبقى لديها من طائرات «ريئم» (بوينغ ٧٠٧ المعدلة)، وهي طائرات تجاوز عمر بعضها نصف قرن، ويُعتقد أن خمسًا منها فقط لا تزال في الخدمة الفعلية.
هذا الاعتماد على أسطول متهالك أثار انتقادات داخلية، خاصة أن أي عطل أو خسارة في تلك الطائرات كان سيؤثر مباشرة على سير العمليات الجوية.
ورغم أن بعض التقارير أشارت إلى إمكانية تدخل أمريكي من خلال نشر طائرات تزويد بالوقود في قواعد بالشرق الأوسط لدعم إسرائيل، إلا أن واشنطن نفت أي مشاركة مباشرة في العملية، مؤكدة أن الدعم اقتصر على تبادل معلومات استخباراتية.
جدل سياسي
التمويل الأمريكي لهذه الصفقات ليس أمرًا جديدًا، إذ تحظى إسرائيل بمساعدات عسكرية سنوية تبلغ مليارات الدولارات. غير أن هذا الدعم يثير جدلًا سياسيًا متكررًا داخل الولايات المتحدة، حيث يواجه انتقادات لاذعة من الجناح التقدمي داخل الحزب الديمقراطي الذي يرى في استمرار الدعم “انحيازًا غير متوازن” في الصراع الشرق أوسطي.
كما يلقى معارضة من بعض أنصار الرئيس دونالد ترامب الذين يدعون إلى إعادة توجيه الأموال نحو الداخل الأمريكي بدلًا من الخارج.
مواصفات الطائرة «كيه سي – ٤٦» (بيغاسوس)
سنة دخول الخدمة: ٢٠١٩
الطول: ٥٠٫٥ مترًا
باع الجناحين: ٤٨٫١ مترًا
الوزن الأقصى للإقلاع: نحو ١٨٨ طنًا
السرعة القصوى: ٩١٤ كيلومترًا في الساعة
المدى: أكثر من ١١٫٨٠٠ كيلومتر
الارتفاع التشغيلي: ١٢٫٢٠٠ متر
الطاقم: ٣ أفراد
وتتميز الطائرة بقدرتها على تزويد مختلف أنواع الطائرات المقاتلة بالوقود جوًا عبر نظامي «الذراع الصلب» و«الخراطيم المرنة»، فضلًا عن مرونتها في أداء أدوار أخرى مثل نقل الركاب والمعدات، بل وحتى تنفيذ مهام الإجلاء الطبي.
وتعد الولايات المتحدة تُعد المشغل الأكبر لهذا الطراز بما يقارب ١٠٠ طائرة في الخدمة، في حين بدأت اليابان مؤخرًا في تشغيله ضمن أسطولها الجوي، ما يعكس الثقة الدولية في قدراته
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز