استنفار أمني على الحدود اللبنانية السورية… وتصعيد سياسي من «حزب الله»

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

تعيش المناطق الحدودية بين لبنان وسوريا حالة تأهب قصوى، وذلك في أعقاب انتشار وثيقة أمنية حساسة صادرة عن قيادة الجيش اللبناني. وتكشف الوثيقة عن معلومات تفيد بتخطيط جماعات متطرفة، متمركزة في الأراضي السورية، لشن هجمات تستهدف عناصر من الجيش اللبناني.

ووفقًا للوثيقة، فإن هذه الجماعات تسعى إلى خطف جنود لبنانيين في منطقتي البقاع والشمال بهدف استخدامهم ورقة ضغط لمبادلتهم بمسجونين إسلاميين داخل السجون اللبنانية.

وفي ضوء هذه التهديدات، شددت قيادة الجيش على ضرورة اتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر. ووجهت الوثيقة تعليمات واضحة لجميع الوحدات العسكرية وفروع الاستخبارات بضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية على طول الحدود ومراقبة أي تحركات مشبوهة والإبلاغ عنها فورًا.

«حزب الله» يصعّد هجومه على حكومة نواف سلام

في تطور آخر، يواصل «حزب الله» تصعيده السياسي ضد حكومة نواف سلام، مستهدفًا بشكل خاص قرارها المتعلق بحصرية السلاح. وفي هجوم مباشر، اتهم النائب حسين الحاج حسن، عضو كتلة «حزب الله» النيابية، الحكومة بأنها تعمل على تنفيذ “إملاءات” المبعوث الأميركي، توم براك، مشيرًا إلى أن براك كان قد هدد بحرب أهلية في لبنان.

ويأتي هذا التصعيد في سياق التوترات السياسية المتصاعدة بين القوى السياسية اللبنانية، حيث تزيد قضية السلاح من حدة الانقسامات.

توترات أمنية وسياسية على الساحة اللبنانية

وتتزامن حالة التأهب الأمني على الحدود اللبنانية-السورية مع تصعيد سياسي داخلي، مما يشير إلى بيئة مضطربة في لبنان. تتكشف هذه التوترات على جبهتين رئيسيتين: واحدة أمنية تتعلق بالتهديدات الخارجية، وأخرى سياسية داخلية بين الأطراف الفاعلة.

تحديات أمنية على الحدود الشمالية والشرقية

الوثيقة الأمنية الصادرة عن قيادة الجيش اللبناني تسلط الضوء على تهديد وشيك ومحدد. هذه الوثيقة لم تكن مجرد تحذير عام، بل كشفت عن خطة واضحة تستهدف جنود الجيش اللبناني بهدف مساومة السلطات. هذا التهديد ليس جديدًا في سياق الصراع المستمر في المنطقة، لكن توقيت صدور الوثيقة وتفصيلاتها يدل على أن الجيش اللبناني يأخذ الأمر على محمل الجد.

لماذا الآن؟ قد يكون توقيت هذه التهديدات مرتبطًا بتغيرات في المشهد الأمني السوري أو بمحاولة استغلال حالة عدم الاستقرار السياسي في لبنان. وجود “جماعات متطرفة” في سوريا يشكل تهديدًا دائمًا للبنان، والجيش اللبناني يعزز موقعه لضمان عدم تكرار هجمات مماثلة لتلك التي شهدتها البلاد في الماضي.

تداعيات التهديد: تزيد هذه التهديدات من الضغط على الجيش اللبناني، الذي يواجه تحديات اقتصادية ولوجستية كبيرة. كما أنها ترفع من حالة القلق العام في البلاد، خاصة في المناطق الحدودية التي تعاني أصلاً من هشاشة أمنية واقتصادية.

تصعيد سياسي وصراع على السلطة

بالتوازي مع التهديد الأمني، يتصاعد الخلاف السياسي بين «حزب الله» وحكومة نواف سلام. هجوم «حزب الله» ليس موجهاً ضد الحكومة ككل فحسب، بل يركز تحديداً على قضية حصرية السلاح.

قضية السلاح: لطالما كانت قضية سلاح «حزب الله» نقطة خلاف محورية في السياسة اللبنانية. بالنسبة لـ«حزب الله»، يعتبر السلاح جزءًا أساسيًا من “المقاومة” ضد إسرائيل، بينما يرى خصومه أنه يجب أن يكون السلاح حكرًا على الدولة اللبنانية فقط. تصعيد «حزب الله» في هذا التوقيت يوحي بأنه يريد أن يفرض نفوذه على الحكومة المؤقتة ويحمي موقفه.

الخطاب المباشر: استخدام النائب حسين الحاج حسن خطابًا مباشرًا يتهم فيه الحكومة بتنفيذ “إملاءات” أميركية يعكس مستوى التوتر السياسي. ربط الحكومة بالمبعوث الأميركي يهدف إلى تشويه صورتها أمام الجمهور ويؤكد أن «حزب الله» يرى في الحكومة أداة لتنفيذ أجندات خارجية، مما يزيد من حدة الاستقطاب.

مستقبل لبنان في ظل التوترات

يظهر التحليل أن لبنان يعيش على وقع توترات متزامنة: تهديد أمني خارجي وتصدع سياسي داخلي. هذه الظروف المعقدة تضع البلاد في مفترق طرق. قدرة الجيش اللبناني على احتواء التهديدات الأمنية وتجنب الاشتباكات الحدودية أمر بالغ الأهمية. في المقابل، سيكون من الصعب على حكومة نواف سلام تحقيق أي استقرار سياسي وسط هجوم مباشر من أحد أقوى الأطراف السياسية في البلاد.

هذه الأوضاع المتشابكة يمكن أن تؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار، ما لم يتم إيجاد حلول جذرية للتحديات الأمنية والسياسية.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً