بين محاولات لم تكتمل وحرب لم تتوقف، يظل اللقاء المباشر بين الرئيسين الروسي والأوكراني حدثا نادرًا وثقيلا بالرمزية.
فمنذ عام 2029، لم يلتق الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وجها لوجه.
وكانت مقترحات عديدة قد طُرحت للقاء الرئيسين في السنوات الأخيرة، سعيا لدفع الطرفين إلى التفاوض على شكل من أشكال وقف إطلاق النار في الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات ونصف. لكن حتى الآن، لم يحدث ذلك.
وإذا اتفق بوتين وزيلينسكي على اللقاء، فسيكون ذلك ثاني لقاء يجمع الزعيمين على الإطلاق، بحسب ما طالعته “العين الإخبارية” في موقع “سكاي نيوز” البريطانية. والأول منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
كان اللقاء الأول في عام ٢٠١٩، عندما ناقش الجانبان إنهاء القتال في منطقة دونباس شرق أوكرانيا، حيث كانت القوات الأوكرانية تقاتل موالين لروسيا منذ عام ٢٠١٤.
وأمس الإثنين، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه بدأ إجراء ترتيبات لعقد قمة سلام ثنائية بين نظيريه الأوكراني والروسي، على أن تتبعها قمة ثلاثية يشارك فيها هو نفسه.
وأكد الرئيس الأوكراني أنه “مستعد” لعقد لقاء ثنائي مع نظيره الروسي، لإنهاء الحرب المستمرة بين بلديهما منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ماذا حدث خلال اجتماع عام ٢٠١٩؟
في محاولة لإنهاء القتال في منطقة دونباس، سافر زيلينسكي وبوتين إلى باريس في ديسمبر/كانون الأول ٢٠١٩ لحضور قمة نورماندي.
وقمة نورماندي، هي منتدى غير رسمي أنشأه دبلوماسيون فرنسيون وألمان وروس وأوكرانيون بعد بدء الصراع في دونباس.
جاء ذلك بعد أن أصبح زيلينسكي، الذي لم يشغل منصبا سياسيا قط، رئيسا لأوكرانيا في مايو/أيار من العام نفسه.
في الانتخابات، تغلب على بيترو بوروشينكو، قطب صناعة الحلويات الملياردير ووزير الخارجية الأوكراني السابق، الذي التقى وتحدث مباشرة مع بوتين في مناسبات عديدة، لكنه فشل في حل النزاع مع روسيا.
إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل، جلس بوتين وزيلينسكي متقابلين على طاولة مستديرة لمناقشة كيفية إنهاء النزاع الذي أدى إلى مقتل الآلاف.
أسفرت القمة عن بعض الاتفاقيات بين البلدين. وشمل ذلك تنفيذ “جميع التدابير اللازمة لدعم وقف إطلاق النار” قبل نهاية عام 2019، وإطلاق سراح جميع أسرى الحرب.
تم أيضا توقيع اتفاقيات لفك اشتباك القوات في ثلاث مناطق إضافية بمنطقة دونباس بحلول نهاية مارس/آذار 2020 – وكانت القوات الأوكرانية والمدعومون من روسيا قد انسحبوا بالفعل من ثلاثة مواقع على خطوط المواجهة في الأشهر التي سبقت الاجتماع.
وأعرب الجانبان أيضا عن رغبتهما في تنفيذ الأحكام السياسية لاتفاقيات مينسك، التي جرى توقيعها عامي 2014 و2015 كمحاولة أولى لتأمين وقف إطلاق النار بين الحكومة الأوكرانية والمدعومين من روسيا.
وتضمنت الاتفاقيات خارطة طريق لإجراء انتخابات في منطقتي لوغانسك ودونيتسك، وخطة لإعادة دمج الإقليم في بقية أوكرانيا.
ماذا حدث بعد ذلك؟
اُعتبر اجتماع عام ٢٠١٩ آنذاك خطوة مهمة نحو إنهاء النزاع، وقد جرت بعض عمليات تبادل الأسرى، لكنها لم تُحدث أي تغيير حقيقي طويل الأمد.
استمرت الخلافات بين روسيا وأوكرانيا حول قضايا، منها انسحاب القوات المدعومة من روسيا وإجراء الانتخابات في المناطق الأوكرانية التي يسيطر عليها الانفصاليون.
ثم عُقدت القمة مجددا في باريس في يناير/كانون الثاني ٢٠٢٢، ولكن حضرها ممثلون عن روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا، وليس القادة الأربعة.
وفي فبراير ٢٠٢٢، اجتمع دبلوماسيون كبار مرة أخرى، هذه المرة في برلين، لمحاولة إيجاد مخرج من النزاع.
بعد أسابيع، في 24 فبراير/شباط، شنّت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا.
وفي خطاب أمام البرلمان الفرنسي في مارس/آذار 2022، قال زيلينسكي إن العملية العسكرية الروسية “أفسدت” جهود صيغة نورماندي.
ما هو دور ترامب؟
على عكس مناقشات عام 2019، انخرطت أمريكا بكثافة في مساعي إرساء السلام بين الدولتين المتجاورتين.
في مايو الماضي، كان ترامب هو من شجع زيلينسكي بشدة على قبول دعوة بوتين “فورا” لحضور محادثات في إسطنبول بتركيا، بل ذهب إلى حد القول إنه “يفكر” في الحضور بنفسه.
ومنذ بدء النزاع، جرت بين روسيا وأوكرانيا مفاوضات مباشرة لكن ليس على مستوى القمة. وقد أثمرت حتى اليوم عن عمليات تبادل أسرى فحسب.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg
جزيرة ام اند امز