على أصحاب العمل القلق بشأن ظاهرة جديدة تصيب موظفيهم.. ما التصدع الصامت؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



إذا كانت الاستقالة التقليدية هي الظاهرة الأبرز في أماكن العمل خلال السنوات القليلة الماضية، فهي لم تعد كذلك.

يقول فرانك جيامبييترو، كبير مسؤولي الرفاهية في شركة EY Americas، إن هناك مشكلة جديدة يجب على أصحاب العمل الانتباه لها، وهي “التصدع الصامت”.

ما هو التصدع الصامت؟

وتحدث هذه الظاهرة، عندما يحضر الموظفون، ويؤدون عملهم، لكنهم يكافحون في صمت أثناء ذلك، كما وصفه جيامبييترو في مقابلة حديثة مع Business Insider، نتيجة لتعرضهم لظاهرة وظيفية بدأت تظهر حديثا يطلق عليها “التصدع الصامت”.

ويُشير مفهوم “التصدع الصامت” إلى حالة من الاستياء الداخلي المستمر عند الموظفين، حيث يشعرون بفقدان الحماس، وضغط نفسي مستمر، و”كأنهم ينكسرون” من الداخل رغم بقائهم في وظائفهم، ويقصد به تراجع غير معلن في الرضا الوظيفي.

وقال جيامبييترو: “ما شهدناه في السوق مؤخرًا هو أن الكثير من الموظفين يبقون بالفعل مع أصحاب عملهم الحاليين، لكنهم لا يحققون نجاحًا في العمل”.

ويعود ذلك إلى سوق العمل الحالي، الذي يدفع العديد من الموظفين إلى تجنب ترك وظائفهم، حتى لو كانوا غير راضين عن أدوارهم، بسبب عدم الاستقرار الاقتصادي.

وانخفض معدل التوظيف، وأصبح تغيير الوظائف الآن أسوأ من حيث نمو الأجور من الاستمرار فيه.

ويقول جيامبييترو: “يشعر الكثير من الناس بالجمود في مكانهم الحالي، وليس بالضرورة أنهم يتخذون قرارًا بشأن الاستمرار في العمل، بل لأنهم لا يملكون خيارات أخرى أفضل”.

والنتيجة هي ارتفاع مستوى عدم انخراط الموظفين وعدم رضاهم، مما قد يُضعف الروح المعنوية، ويُضعف الإنتاجية، ويُسهم في الإرهاق.

التصدع الصامت بين الموظفين

ووجد تقرير غالوب الصادر في أبريل/نيسان أن انخراط الموظفين العالمي انخفض من 23% إلى 21% العام الماضي.

وقدر التقرير أن هذا الانخفاض كلف الاقتصاد العالمي حوالي 438 مليار دولار من فقدان الإنتاجية.

وهذه هي المرة الثانية فقط التي ينخفض فيها هذا الانخفاض خلال السنوات الـ12 الماضية، وكانت المرة الأولى في عام 2020.

وأصبحت الترقيات أصعب مع قيام الشركات بمراجعة شاملة لتقييمات أدائها، وتطبيق سياسات العودة إلى العمل، وتنفيذ عمليات تسريح جماعي للعمال.

وإلى جانب حالة عدم اليقين الاقتصادي والتحول نحو ثقافة العمل الجاد في العديد من القطاعات، يخشى العمال، وهو أمر مفهوم، تغيير وظائفهم الآن، على افتراض أنهم سيجدون وظائف شاغرة تناسب اهتماماتهم من البداية.

وبعبارة أخرى، يقول جيامبييترو: “هناك مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين يقولون إنهم يشعرون بالتوتر معظم الوقت، وكثير منهم على الأرجح يعانون من الإرهاق أو على وشك الإصابة به”.

علامات التحذير

ويقول جيامبيترو إن علامات التصدع الصامت لدى الموظفين، قد تشبه مؤشرات الإرهاق، وإن لم تكن بنفس الشدة.

وقد تظهر أعراض جسدية نتيجة لهذه الظاهرة، مثل شعور الموظف بالمرض أو الإرهاق أو الشكوى من الصداع أكثر من المعتاد.

أما العلامات المتعلقة بالأداء فقد تكون أقل وضوحًا.

التصدع الصامت يمكن أن يظهر أيضا في تغير السلوك والمزاج، إذ تنقل بيزنس إنسايدر عن بعض الموظفين أنهم شعروا بأنهم محاصرون في بيئة عملهم، وأنهم يعانون من نوبات هلع وإفراط في الأكل والتفكير. كما يمكن أن يشير التحول التدريجي في مستويات الأداء إلى احتمال تدهور الصحة النفسية.

ويقول جيامبيترو، “قد يكون لديك موظف ذو أداء قوي ولكنه لا يؤدي عمله بالطريقة التي اعتدت عليها، أو ربما يكون زميلك، الذي عادةً ما يكون متفائلاً، ويصبح أقل تفاؤلاً بشكل ملحوظ”.

ويقول أيضا، “يتلخص الأمر في البحث عن تغييرات فيما تعتبره نمطًا سلوكيًا شائعًا بين أعضاء فريقك”.

وإذا لاحظت مثل هذه التغييرات، فلا تفترض تلقائيًا أنها مشكلة في الأداء، وبدلًا من ذلك، اقترح جيامبيترو التواصل مع الموظف لمعرفة كيفية معالجة المشكلة.

ويمكن أن يكون الأمر بسيطًا كقول: “مرحبًا، لاحظتُ تغييرًا في سلوكك، هل يمكننا التحدث عنه؟ أريد فقط التأكد من أنك بخير”، كما قال جيامبييترو.

ويمر الموظفون بمرحلة عصيبة، إذ تباطأ التوجه نحو استثمارات رفاهية الشركات، التي ازدادت خلال الجائحة، مع تغيّر أولويات الشركات.

وهذا يعني أن العديد من الموظفين يتلقون دعمًا أقل في الوقت الذي يعانون فيه أكثر في العمل.

وقال جيامبييترو، “كان هناك تركيز كبير على رفاهية الموظفين بعد الجائحة، لا سيما مع ارتفاع معدل دوران الموظفين في معظم المؤسسات، ولكن مع استقرار معدل دوران الموظفين، تراجع هذا التركيز، وقد لا تحظى الرفاهية بالاهتمام الذي تستحقه في معظم المؤسسات”.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً