«الحركة الإسلامية» تتغلغل بالجيش السوداني.. 4 من كل 5 ضباط «إخوان»

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



مع استمرار الصراع الدامي في السودان، عادت مليشيات الحركة الإسلامية (الواجهة السياسية للإخوان) إلى الواجهة، كأحد اللاعبين الرئيسيين في المعركة.

خلال عامين فقط من الحرب أعادت الحركة الإسلامية تنظيم صفوفها في السودان تحت مسميات جديدة، وبنت قوة عسكرية هائلة قادرة على سحق الجيش نفسه إذا استمرت الحرب لسنوات أخرى.

وفقًا لمصادر متعددة، بدأت الحركة في التخطيط للحرب في الأسبوع الأول من ديسمبر/كانون الأول 2022، خلال فترة اجتماعات الاتفاق الإطاري التي كانت تهدف إلى استعادة التحول الديمقراطي والتي جمعت القوى السياسية والمدنية المنضوية تحت لواء قوى الحرية والتغيير، والجانب العسكري، ممثلًا بالجيش وقوات الدعم السريع وبعدها بدأ أعضاؤها التخطيط لعرقلة أي اتفاق لاستعادة العملية الديمقراطية.

وقال مصدر أمني من الحركة الإسلامية، كان عضوًا في جهاز الأمن الطلابي التابع للحركة وخدم في مختلف أجهزتها الاستخباراتية، لموقع “سودان بيس تراكر” شريطة عدم الكشف عن هويته إنه “بدأ الترويج للخطة لمنع توقيع الاتفاق الإطاري عبر حملات تحريضية تستهدف أفرادًا بشعارات مناهضة للديمقراطية والعلمانية و(الغرب الكافر)”.

وأضاف أنه “تمت مناقشة خطة الحرب على مستوى قيادة الحركة الإسلامية، في اجتماعات مع كبار ضباط الجيش، من بينهم الفريق شمس الدين كباشي، والفريق ياسر العطا، والعميد عباس حسن الداروتي، والعميد حسن البلال من الاستخبارات العسكرية”.

وتابع قائلا إنه “بعد اتفاق قيادة الحركة وقادة الجيش على العمل العسكري، تم إطلاع الكوادر الأمنية والعسكرية داخل الحركة على خطة الحرب مطلع أبريل/نيسان 2023”.

وأوضح أنه “تم حشد جميع كوادر الأمن الطلابي والمجاهدين والأجهزة الأمنية التابعة للحركة الإسلامية لإطلاعهم على الخطة في مواقع مختلفة في أنحاء الخرطوم،  من قبل قيادات بارزة في الحركة، منهم الحاج آدم، وأنس عمر، والناجي عبد الله، ومحمد علي الجزولي، وناجي مصطفى، وآخرون”.

واختتم قائلاً إنه “كانت ساعة الصفر للعملية العسكرية صباح السبت 15 أبريل/نيسان 2023، لكنني غادرتُ الخرطوم يوم الجمعة، قبل يوم واحد من اندلاع الحرب، متوجهًا إلى مدينة ربك لأمر عائلي عاجل.. لم أكن مقتنعًا بنجاح العملية؛ اعتبرتها خطوة متهورة.. وقد أثبتت الأيام صحة مخاوفي”.

مصدر آخر لا يزال يخدم في الحركة الإسلامية بأم درمان، أكد للموقع ذاته هذه الرواية وقال إن الحركة بدأت في دمج أفرادها داخل وحدات الجيش قبل أيام قليلة من اندلاع الحرب.

وأضاف أن كوادر الأمن في الحركة الإسلامية انتشروا في وحدات الجيش، بما في ذلك سلاح الهندسة، وسلاح المدرعات، وسلاح الإشارة، واللواء الأول في الباقر جنوب الخرطوم، وقيادة الاحتياطي المركزي.

وأوضح أن “ما لا يقل عن 75% من ضباط الجيش -لا الجنود- ينتمون إلى الحركة الإسلامية وقد تم تجنيدهم في الكليات العسكرية والأمنية خلال فترة حكم الرئيس السابق عمر البشير على مدى الثلاثين عامًا الماضية”.

وعندما سُئل عن الأعداد، ضحك قائلًا “ماذا لو قلت لك إن 100% من ضباط الأمن والمخابرات ينتمون إلى الحركة الإسلامية؟”.

وقال مهندس شاب شارك في الحرب منذ بدايتها في صفوف الحركة الإسلامية، إن جميع أعضاء الحركة في الخدمة المدنية والقطاعات المهنية والبنوك والشركات الحكومية وغيرها من المؤسسات التحقوا بالجيش وشاركوا في مهام مختلفة.

وأشار إلى إعادة ضباط وعسكريين متقاعدين إلى مناصبهم، أبرزهم العميد نصر الدين عبد الفتاح، قائد سلاح المدرعات حاليًا والعميد المتقاعد بحر أحمد بحر قائد العمليات في الخرطوم بحري، الذي قُتل في تحطم طائرة عسكرية فوق أم درمان في فبراير/شباط 2025 والعميد أبو القاسم علي، من سلاح الجو، الذي قتل في الشهر نفسه عندما أسقطت قوات الدعم السريع طائرته في نيالا.

وأشار إلى أن معظم كوادر الحركة الإسلامية قُتلوا في سلاح المدرعات، وخاصةً ضباط الأمن والعسكريين المتقاعدين والموظفين الحكوميين ومنهم مدير بنك أم درمان الوطني، محمد محجوب وقيع الله، والعميد المتقاعد عمر النعمان، اللذان قُتلا في سبتمبر/أيلول 2024.

فيلق البراء

ويعد فيلق “البراء بن مالك” من أبرز وأشهر مليشيات الحركة الإسلامية ويقوده المصباح أبو زيد طلحة، في حين أشارت مصادر إلى أن شخصيات بارزة من الحركة تشرف عليه مثل علي كرتي وأسامة عبد الله، بينما يتولى اللواء ياسر العطا الإشراف من جانب الجيش.

وذكرت المصادر أن قيادة الفيلق منقسمة في الولاء بين فصيلين متنافسين يتنافسان، لكن الأغلبية الأكبر تميل إلى فصيل علي عثمان بقيادة علي كرتي وأحمد هارون، على حساب فصيل نافع علي نافع بقيادة إبراهيم محمود وإبراهيم غندور؛ ومع ذلك يتحد الفصيلان في القتال إلى جانب الجيش وفي عدائهما للقوى السياسية المدنية الديمقراطية.

وأكدت المصادر أن الفيلق هو الأكثر تطورًا من حيث التدريب والتسليح والدعم المالي وتلقى مقاتلوه تدريبات عسكرية داخل السودان على يد خبراء أجانب، بينما تلقى بعضهم تدريبا مكثفا في إيران على الأسلحة المتخصصة وحرب المسيرات.

ويقع مقر الفيلق في مبنى مجاور لمكاتب محلية كرري في أم درمان ويُقال إن المبنى مملوك لأحد قادة الحركة، ويُستخدم كمكاتب وسكن لبعض القادة.

وإلى جانب المصباح طلحة يضم الفيلق عددا من كبار القادة مثل مهند فضل وأويس غانم وهشام بيرم الذي قتل في 13 يوليو/تموز الماضي خلال معركة أم سميمة في كردفان.

كتيبة العمليات الخاصة

أما كتيبة العمليات الخاصة فتتكون بشكل أساسي من  الأعضاء السابقين في جهاز “الأمن الشعبي” التابع للحركة الإسلامية وتشكلت في الأصل على أسس عرقية لتضم أعضاء بالحركة الإسلامية من كردفان ودارفور باعتبارهم قوة موازنة للهيمنة الشمالية داخل “البراء”.

وفي البداية تشكلت الكتيبة في أم درمان، لكنها افتقرت إلى هيكل قيادي واضح، فكانت مجموعة فضفاضة من مقاتلي الأجهزة الأمنية التابعة للحركة، وخاصة وحدات أمن الطلاب.

وبعد استعادة الجيش السيطرة على جبل مويا في ولاية سنار، وسط السودان، تم تسليم القيادة إلى شهاب برج وهو مقاتل مخضرم من جماعة “المجاهدين” احتجز سابقًا لدى الحركة الشعبية لتحرير السودان في جبال النوبة بين عامي 2013 و2017 قبل إطلاق سراحه في عملية تبادل إنسانية.

وجاء التأسيس الرسمي للكتيبة عقب اجتماعات منفصلة بين برج، وأحمد محمد أبو بكر المعروف بـ”الخفاش”، وفرحات العمدة، مع نائب قائد الجيش الفريق شمس الدين كباشي في بورتسودان، بعد أسبوعين من استعادة جبل مويا وبعدها سافر الثلاثي إلى عطبرة، شمال السودان حيث التقوا بعلي كرتي وأحمد هارون.

ومن أبرز قادة الكتيبة، أحمد “البط” وأنس محمد فضل ومعتصم بطمان الذين قُتلوا أواخر يوليو/تموز خلال اشتباكات مع قوات الدعم السريع في أم سيالة بكردفان، في حين تحتجز الدعم السريع قائدا آخر هو يوسف محمد زين، منذ 3 أكتوبر/تشرين الأول 2024.

وكشفت مصادر عن أن الكتيبة أقل تدريبًا من فيلق البراء ويزودها أحمد هارون، الرئيس السابق لحزب المؤتمر الوطني المتهم من قبل المحكمة الجنائية الدولية، بأسلحتها المتطورة ومسيراتها، لكن الدعم اللوجستي والمالي يأتي بشكل كبير من ميزانية ولاية النيل الأبيض وولاة المناطق التي تعمل فيها.

وأوضحت المصادر أن التعليمات لمقاتلي الكتيبة تأتي مباشرةً من هارون، بينما يتم التنسيق مع استخبارات الجيش في بعض العمليات، كما يُقال إن الكتيبة تحافظ على علاقات عملياتية مع قوات درع السودان بقيادة أبو عاقلة ككل.

وتشمل تشكيلات الحركة الإسلامية الأخرى كتائب مثل “البنيان المرصوص”، و”البرق الخطيف”، و”أسود العرين” والتي تتألف من “المجاهدين” السابقين وقدامى المحاربين في قوات الدفاع الشعبي في عهد البشير.

ويتألف “لواءا النخبة” بشكل رئيسي من ضباط أمن وعمليات سابقين، ومتطوعين مُجنَّدين، وأعضاء في المقاومة الشعبية، وشرطة الاحتياطي المركزي (المعروفة محليًا باسم أبو طيرة) ويقودها ضباط مخابرات سابقون وقُتل أحد أبرز قادتها، العميد إيهاب محمد يوسف الطيب، في مايو/أيار خلال اشتباكات عنيفة مع الدعم السريع في الخوي غرب كردفان.

وبحسب موقع “سودان بيس تراكر”، فإنه إذا تُركت هذه المليشيات دون رادع، فإنها قد تستهلك ما تبقى من الجيش السوداني، بما يهدد الحريات السودانية ومستقبل الديمقراطية، واستقرار المنطقة.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg

جزيرة ام اند امز

FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً