يمر اليوم العالمي للعمل الإنساني، الثلاثاء 19 أغسطس/آب، فيما يشهد اليوم واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إثر استمرار حرب مليشيات الحوثي.
تحل المناسبة، اليوم، والعشرات من العاملين في المنظمات الدولية والأممية الإنسانية وموظفي البعثات الدبلوماسية في اليمن، مغيبون ومعتقلون في سجون مليشيات الحوثي، بعد مرور أكثر من عام على اعتقالهم واختطافهم، وإخفائهم قسريا.
كما يمر اليوم العالمي للعمل الإنساني، في ظل تصاعد وتيرة إغلاق المنظمات الإنسانية الدولية أبوابها في مناطق سيطرة المليشيات، بعد حملات التضييق على عملها، والاعتقالات بحق المنتسبين والعاملين فيها.
حتى أن الكثير من العاملين والمختصين في الشؤون الإنسانية وصفوا الوضع الإنساني في اليمن بأنه “متأزم”، كما اعتبروا أن القطاع الإنساني “يحتضر”؛ نتيجة ممارسات مليشيات الحوثي بحق المؤسسات المدنية والإنسانية.
حملات مسعورة
وفي يونيو/حزيران 2024، اعتقلت مليشيات الحوثي نحو 35 موظفًا وعاملًا إنسانيًا في صنعاء، حجة، الحديدة، عمران، وصعدة، في يوم واحد.
كما شملت الاعتقالات أكثر من 15 شخصًا من العاملين في مكاتب الأمم المتحدة والمعهد الوطني الديمقراطي الأمريكي ومنظمات دولية أخرى.
وكان الحوثيون قد نفذوا حملة اعتقالات مشابهة في أكتوبر/تشرين الأول 2021 استهدفت الموظفين المحليين في السفارة الأمريكية لدى اليمن، ولا يزال 11 شخصًا منهم في المعتقلات حتى اليوم؛ وتزعم المليشيات أن المعتقلين كانوا “جواسيس” لصالح الولايات المتحدة.
التسبب بحرمان المحتاجين
يقول مستشار منظمة “ميون” اليمنية لحقوق الإنسان، أمين المشولي، إن اليوم العالمي للعمل الإنساني يأتي واليمن تعيش عشر سنوات من الحرب، شهد خلالها العمل الإنساني متغيرات وتطورات خطيرة.
وأضاف المشولي لـ”العين الإخبارية” أن أبرز تلك المتغيرات ما يقوم به الحوثيون من حملات اعتقال واختطاف للعاملين في القطاع الإنساني؛ وهذه الممارسات أدت إلى عزوف كثير من المنظمات الدولية عن تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين والمتضررين.
وأشار المختص بحقوق الإنسان إلى “حاجة الكثير من الفئات الضعيفة، من النساء والأطفال للمساعدات، والتخفيف من احتياجاتهم، خاصةً في مناطق سيطرة الحوثيين”، وهو ما يجعل المليشيات أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية؛ نتيجة تسببها بهذا الحرمان.
تحويل المساعدات إلى تسليح الحوثي
وذكّر المستشار الحقوقي، بتحويل الحوثيين للمساعدات الإنسانية التي كانت تقدمها المنظمات العاملة قبل أن تغلق أبوابها، إلى المجهود الحربي، واستخدامها كنوع من الاستقطابات الأيديولوجية والتعبئة العسكرية.
كما يقوم الحوثيون بتوجيه تلك المساعدات إلى الشخصيات التي تدين لها بالولاء، وحرمان مستحقيها، بالإضافة إلى استخدام الحوثيين للعمل الإنساني كسلاح حرب، أو لأهداف سياسية، بحسب الحقوقي أمين المشولي.
وحمل المشولي تلك الممارسات مسؤولية عزوف المنظمات الدولية عن الاستمرار بالعمل في مناطق سيطرة الحوثيين.
واختتم المشولي حديثه بوصف القطاع الإنساني بأنه “متأزم”؛ نتيجة ما يمر به من تحديات أعاقت وصول المساعدات إلى المستحقين، داعيًا إلى ضرورة فرض سلطة الدولة، وإنهاء الحرب وإيجاد دولة مؤسسات تقوم بواجباتها الإنسانية تجاه مواطنيها المحتاجين والمتضررين من الحرب.
وفي بيان وقعته، 68 منظمة إغاثية دولية وأممية، بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، قالت إن “استهداف العاملين في المجال الإنساني لا يُعد انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني فحسب، بل هو أيضاً اعتداء غير مباشر على الملايين من الفئات الأشد ضعفاً ممن يتلقون خدماتهم”.
وكشفت أنه “خلال العام الجاري وحده، تم تسجيل 17 حادثة عنف ضد موظفي الإغاثة وممتلكاتهم في مختلف أنحاء اليمن، كما لا يزال عشرات الموظفين التابعين للأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني محتجزين تعسفياً من قبل مليشيات الحوثي، معظمهم منذ أكثر من عام”.
وأكدت أن “المجتمع الإنساني يواصل مطالبته بتوفير الحماية لجميع العاملين في المجال الإنساني، والإفراج الفوري وغير المشروط عن زملائنا المحتجزين”.
ويأتي اليوم العالمي للعمل الإنساني هذا العام في وقت تتصاعد فيه الاحتياجات الإنسانية على نحو غير مسبوق؛ إذ يشهد اليمن اليوم ثالث أكبر أزمة جوع في العالم، حيث يُتوقع أن يتجاوز عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد 18 مليون نسمة بحلول سبتمبر/أيلول المقبل”.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز