رئيس إيران في أرمينيا.. مخاوف من «قوة ثالثة» على الحدود

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



زار الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، العاصمة الأرمينية يريفان بعد تصاعد الخلافات حول ممرّ زنغزور على الحدود المشتركة بين البلدين.

وتأمل إيران معالجة هذا الملف الأمني والجيوسياسي الحساس بالنسبة لها عبر محادثات ثنائية مع المسؤولين الأرمن.

يشار إلى أنه بعد انتهاء ما عرفت بالحرب الثانية في قره باغ بين أذربيجان وأرمينيا عام 2020، طُرحت فكرة ممرّ زنغزور بدعم تركي، بهدف ربط جمهورية أذربيجان بمنطقة نخجوان عبر جنوب أرمينيا وبمحاذاة الحدود الشمالية لإيران. وقد عارضت طهران هذا المشروع منذ البداية، معتبرة أنه يهدّد بإغلاق منفذها الحدودي الوحيد مع أرمينيا.

لاحقا، وبعد اتفاق السلام الذي رعاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بين باكو ويريفان مؤخرا، تقرّر إنشاء هذا الممرّ تحت اسم “مسار ترامب من أجل السلام والازدهار الدولي” بمحاذاة نهر أرس، على أن يُسلَّم تطويره لواشنطن لمدة 99 عاما. وأثار ذلك قلقا بالغا في إيران بشأن وجود قوات وشركات أمريكية بالقرب من حدودها.

على خلفية هذه التطورات، قام الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الإثنين، بزيارة رسمية إلى يريفان حيث استُقبل استقبالا رسميا، ثم التقى الثلاثاء، رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان. ورغم أن اللقاء كان مُخططا له أن يستمر 20 دقيقة فقط، فقد امتدّ قرابة الساعتين. وأكد بزشكيان خلال الاجتماع ضرورة معالجة مخاوف إيران من وجود ما وصفها بـ”قوة ثالثة” عند الحدود المشتركة، مطالبا بضمانات أمنية واضحة.

باشينيان، من جانبه، شدّد على أن جميع الطرق والمسارات التي تمر عبر الأراضي الأرمينية ستظل تحت السيطرة الكاملة لحكومة أرمينيا، مؤكّدا أن تأمين هذه الطرق سيكون حصرا بيد أرمينيا، ولن يكون لأي دولة ثالثة – بما فيها الولايات المتحدة – أي دور في إدارتها أو مراقبتها.

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وصف المحادثات الأخيرة مع الجانب الأرميني بأنها “إيجابية جدا”، معلنا أن وثيقة استراتيجية ستُوقَّع قريبا بين طهران ويريفان. كما أكد أن أرمينيا أعطت ضمانات بأن “ممرّ ترامب” لن يشكّل تهديدًا لإيران، وأنه لن تشارك فيه أي شركات أو قوات أجنبية.

 وأعادت القيادة الأرمينية تأكيد التزامها بعدم المساس بالحدود القائمة مع إيران واعتبار ذلك خطًا أحمر.

وخلال الزيارة، وقّع الجانبان الإيراني والأرميني عشر اتفاقيات تعاون في مجالات سياسية، اجتماعية، ثقافية، تعليمية، صناعية، فنية، سياحية وصحية. ومن أبرز هذه التفاهمات الاتفاق على تنفيذ مشروع سكك حديدية استراتيجي يربط المياه الجنوبية لإيران بالبحر الأسود عبر مسار يمر بجُلفا وصولًا إلى نخجوان ثم أرمينيا. كما شملت الاتفاقات تطوير جسر نوردوز وبناء جسر ثانٍ في المنطقة.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً