هجوم «القسام» في خان يونس: تصعيد ميداني يعيد تشكيل المشهد (تحليل اخباري )

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تنفيذ هجوم مُركب ومعقد ضد قوات الجيش الإسرائيلي جنوب قطاع غزة، وتحديداً في منطقة خان يونس. هذا الهجوم، الذي يُوصف بالنوعي، يحمل دلالات مهمة تتجاوز كونه مجرد اشتباك ميداني، ويُشير إلى تحولات محتملة في طبيعة المواجهة.

تفاصيل العملية وأسلوبها

وفقاً لبيان القسام، اعتمدت العملية على تكتيكات هجومية متقدمة تُبرز قدرة الحركة على التخطيط والتنفيذ رغم استمرار الحرب. فقد استخدم المقاتلون قوة مشاة لاقتحام موقع عسكري إسرائيلي مُستحدث، مما يدل على وجود معلومات استخباراتية دقيقة. لم تقتصر العملية على إطلاق نار من مسافة بعيدة، بل شملت اقتحاماً مباشراً واشتباكاً من المسافة صفر داخل منازل يتحصن بها الجنود.

تضمنت التكتيكات استخدام مجموعة متنوعة من الأسلحة:

عبوات ناسفة: استهداف الدبابات بعبوات “الشواظ” و”العمل الفدائي”.

قذائف مضادة للدروع: استخدام قذائف “الياسين 105” وقذائف مضادة للتحصينات.

هجمات مباشرة: الإجهاز على الجنود بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية.

تكتيكات إرباك العدو: دك المواقع المحيطة بقذائف الهاون لقطع الإمدادات عن القوات الإسرائيلية، وتفجير أحد المقاتلين نفسه وسط قوات الإنقاذ.

هذا الأسلوب الهجومي، الذي يجمع بين التخطيط المُسبق والتنفيذ الجريء، يُشير إلى أن قدرات حماس القتالية لم يتم القضاء عليها بالكامل، وأنها لا تزال قادرة على شن عمليات معقدة ومؤثرة.

دلالات الهجوم وتداعياته المحتملة

قدرة الحركة على التجديد: بعد مرور فترة طويلة على بدء الحرب، كان يُعتقد أن حماس فقدت الكثير من قدراتها الهجومية. هذا الهجوم يُظهر أنها لا تزال تمتلك القدرة على شن عمليات نوعية، مما يضع علامات استفهام على ادعاءات إسرائيل بتفكيك قدرات الحركة بشكل كامل.

تحدي السيطرة الإسرائيلية: الهجوم على موقع مُستحدث في منطقة تُعتبر تحت السيطرة الإسرائيلية يُعد رسالة واضحة بأن الجيش الإسرائيلي لا يملك السيطرة الكاملة على الأرض. كما أن استخدام الأنفاق للوصول إلى الموقع، وفقاً لقناة “كان” العبرية، يؤكد استمرار فاعلية شبكة الأنفاق.

التأثير المعنوي والإعلامي: سواء كانت الخسائر التي أعلنتها القسام دقيقة بالكامل أم لا، فإن مجرد وقوع الهجوم ووصول المقاتلين إلى هذا العمق يُعتبر نصراً معنوياً للحركة. في الوقت نفسه، يُشكل هذا الحدث ضربة معنوية للجيش الإسرائيلي، خاصة مع إقراره بوقوع “حدث غير مسبوق”.

توقيت العملية: يتزامن الهجوم مع إقرار وزير الدفاع الإسرائيلي خطة لاحتلال مدينة غزة، واستدعاء 60 ألف جندي احتياط. هذا التزامن قد يكون مقصوداً لإظهار أن القوة العسكرية الإسرائيلية، مهما زادت، لن تكون كافية للقضاء على المقاومة بشكل كامل، وأن أي خطة احتلال ستواجه مقاومة عنيفة.

الرؤية المستقبلية

يُظهر هذا الهجوم أن الحرب في غزة لا تزال بعيدة عن النهاية، وأن طبيعتها قد تتغير من حرب استنزاف إلى حرب عصابات أكثر تعقيداً. من المرجح أن يؤدي هذا الحادث إلى:

زيادة حذر القوات الإسرائيلية في غزة.

مراجعة التكتيكات الأمنية الإسرائيلية.

تصاعد التوتر في المنطقة.

باختصار، يمثل هجوم القسام في خان يونس تذكيرًا بأن الصراع في غزة لا يمكن حسمه بسهولة، وأن المقاومة الفلسطينية لا تزال قادرة على التكيّف والرد بفعالية على العمليات العسكرية الإسرائيلية، حتى بعد أشهر من القتال.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً