إخوان فرنسا بين التمدد والحظر.. خبيرة ترصد لـ«العين الإخبارية» المعضلة والحل

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



لا شيء بإمكانه وقف الورم أكثر من القضاء عليه، وهذا ينطبق على إخوان فرنسا المعضلة المندسة بثنايا بلد انتبه لخطورة تغلغل التطرف في عمقه.

هذه تقريبا خلاصة قراءة قدمتها خبيرة فرنسية في علم الأنثروبولوجيا، لـ«العين الإخبارية»، حذرت فيها من خطورة تمدد الجماعة في فرنسا وأوروبا بشكل عام، مشددة على أن الحل الجذري يكمن في حظرها.

وقالت فلورنس بيرجو-بلاكليه، العالمة الفرنسية في الأنثروبولوجيا، والباحثة بـ«المركز الوطني للبحث العلمي»، وهي أيضا «رئيسة المركز الأوروبي للبحث والمعلومات حول الإخوان»، إن الجماعة تسعى اليوم، بعد خسارتها لعدد من معاقلها في العالم العربي وتراجع نفوذها فيه، إلى ترسيخ وجودها في القارة الأوروبية.

واعتبرت أن فرنسا أصبحت هدفًا رئيسيًا لهذه الإستراتيجية. 

الحظر.. حل جذري

وشددت الخبيرة على أن الحل الجذري يكمن في حظر الجماعة نهائيًا من الأراضي الفرنسية والأوروبية، محذرة من أن التغاضي عن هذا التوغل يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي والتماسك الاجتماعي.

وسبق أن قالت بيرجو-بلاكليه، في مقابلة مع إذاعة “يوروب1” الفرنسية، إن التقرير الأخير الصادر عن أجهزة الاستخبارات الفرنسية هو «الأول من نوعه بدقته»، إذ يقدم صورة مقلقة عن توسع الإخوان في النسيج الاجتماعي الفرنسي بشكل منهجي ومنظم على مدى عقود.

فرنسا تخوض حربا ضد الإخوان

والتقرير، المؤلف من 73 صفحة وأعده مسؤولون حكوميون رفيعو المستوى بطلب من وزير الداخلية، يكشف عن وجود شبكات مرتبطة بالتنظيم تتداخل مع مؤسسات تعليمية وأكاديمية وحقوقية، مما يسهل تطبيع خطاب الجماعة بين الأجيال الشابة.

وشددت بيرجو-بلاكليه على أن الإخوان لا يعتمدون فقط على العنف المباشر، بل ينتهجون إستراتيجية تبشيرية ناعمة تقوم على بناء «مجتمع موازٍ» داخل فرنسا، عبر الجمعيات والواجهات المدنية والثقافية.

ولذلك، ترى أن الاكتفاء بالإجراءات القانونية غير كافٍ، بل يجب تبني إستراتيجية شاملة تشمل التوعية المجتمعية، ومراقبة أنشطة الجمعيات، وحماية الفضاء الأكاديمي والإعلامي من الاختراق الأيديولوجي.

مضمون وأبعاد

بحسب الباحثة الفرنسية، يرسم التقرير الحكومي «صورة مثيرة للقلق» عن سعي الإخوان منذ ما يقارب نصف قرن إلى تأسيس حركة منظمة تهدف إلى إعادة تشكيل الهوية الثقافية للمجتمع الفرنسي تدريجيًا.

كما لفتت إلى أن الجماعة استغلت برامج الاتحاد الأوروبي والمجلس الأوروبي لتغطية تحركاتها، فضلًا عن تفاعلها مع بعض تيارات اليسار المتطرف داخل الجامعات، ما سمح لها بتكوين «نفوذ ثقافي» وتأثير رمزي في الأوساط الأكاديمية.

واعتبرت بيرجو-بلاكليه أن مواجهة هذا النفوذ تستوجب فهمًا عميقًا للجذور والأساليب التي تعتمدها الجماعة، وليس فقط الاكتفاء بردود فعل قانونية أو سياسية.

وختمت بالتأكيد على أن الحظر الشامل للتنظيم في أوروبا بات ضرورة لحماية المجتمعات من مشروع طويل الأمد يسعى إلى زرع انقسام مجتمعي وثقافي داخلي.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً