تصاعد الهجمات الإسرائيلية في غزة وخطط عاجلة لإخلاء المدينة من الفلسطينيين

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

صعّدت إسرائيل هجماتها الجوية والبرية في أرجاء متفرقة من قطاع غزة والضفة الغربية، في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن الجيش سيفرض سيطرته على غزة في جميع الأحوال. وتأتي هذه التطورات قبيل اجتماع المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغّر (الكابنيت) للمصادقة على خطة احتلال مدينة غزة.

في مقابلة مع شبكة “سكاي نيوز”، قال نتنياهو: “حتى إذا وافقت حماس على اتفاق، فإن الجيش الإسرائيلي سوف يسيطر على غزة”. وأضاف أن “حماس لن تبقى في غزة”، مشيرًا إلى أن إسرائيل تقترب من نهاية “حرب على سبع جبهات”.

من جهته، أكد وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار مرهون بالإفراج عن جميع الرهائن. وتأتي تصريحاته بعد أن وافقت حركة حماس على مقترح هدنة لمدة 60 يومًا قدمه وسطاء مصريون وقطريون.

التطورات الميدانية

شنت القوات الجوية الإسرائيلية غارات مكثفة على بلدتي جباليا البلد والنزلة، مستهدفة مربعات سكنية كاملة بعد أن أجبرت سكانها على النزوح مجددًا. وتمتد الغارات لتشمل أحياء الزيتون والصبرة جنوبًا، حيث تُستخدم آليات روبوت متفجرة في عمليات نسف واسعة النطاق.

وتسيطر القوات الإسرائيلية ناريًا على الجهة الشرقية من المدينة، التي تُعد شبه خالية من السكان. بينما يتركز نحو 950 ألف نسمة في الأجزاء الوسطى والغربية من غزة، غالبيتهم من النازحين، حيث يُتوقع أن يُطلب منهم الإخلاء.

أفاد الناطق العسكري باسم الجيش الإسرائيلي أن القوات بدأت بالفعل عملية تمهيدية لفرض حصار على مدينة غزة. وتوقع مسؤولون عسكريون إسرائيليون أن تزيد حماس من كمائنها بهدف أسر جنود، وذلك بعد هجوم مفاجئ استهدف قوات في خان يونس.

وأشارت تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية إلى أن حماس ستركز على مهاجمة القوات المتمركزة في مواقعها حتى بدء العملية الواسعة للسيطرة على مدينة غزة.

الإخلاء والوضع الإنساني

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ محادثات مع الجهات الطبية والمنظمات الدولية في شمال قطاع غزة، طالبًا منها نقل المعدات الطبية إلى الجنوب لاستيعاب الجرحى والمرضى. كما جرت اتصالات هاتفية تطالب السكان بالإخلاء.

أسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل 34 فلسطينيًا على الأقل خلال ساعات الصباح، من بينهم ثمانية من منتظري المساعدات. ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد الضحايا الإجمالي إلى 62,192 قتيلًا و157,114 مصابًا منذ السابع من أكتوبر. كما سجلت المستشفيات حالتي وفاة بسبب المجاعة، ليصل إجمالي الوفيات جراء سوء التغذية إلى 271، من بينهم 112 طفلًا.

يستمر الوضع الإنساني في التدهور، حيث أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن المجاعة وسوء التغذية يتفاقمان يوميًا. وحذر المكتب من أزمة كبيرة في توفير المأوى، مشيرًا إلى أن تلبية الاحتياجات تتطلب آلاف الشاحنات التي يصعب إيصالها بسبب القيود المستمرة.

دعا فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إلى توفير مخصصات عاجلة لتفادي موت الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً