تسريبات من لقاءات ترامب وقادة غربيون .. عندما يفضح الميكروفون المفتوح أسرار السياسيين

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

لطالما كان الميكروفون المفتوح، تلك الأداة التي تعود تقنيتها إلى 150 عامًا، مصدرًا للفضائح والمواقف المحرجة التي كشفت عن شخصيات القادة والسياسيين الحقيقية، بعيدًا عن الكلمات المفلترة والمعدة مسبقًا. ففي لحظات غفلة، وبينما يعتقدون أن لا أحد يستمع، تظهر شخصياتهم بوضوح، سواء كان ذلك بحس فكاهي، أو بزلات لسان، أو حتى بتصريحات عفوية تكشف ما يفكرون به حقًا.

في أحدث فصول هذه الظاهرة، التقط ميكروفون مفتوح لأكثر من دقيقتين دردشة جانبية غير رسمية بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وثمانية من القادة الأوروبيين في البيت الأبيض. أبرز ما جاء في هذا التسجيل كان تعليق ترامب للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث قال: “أعتقد أنه يريد أن يعقد صفقة لأجلي”. هذا الموقف، الذي نقلته وكالة أسوشييتد برس، يذكرنا بأن الكلمات التي تُقال أمام ميكروفون مفتوح هي الأكثر أصالة، لأنها لم تمر عبر مرشحات فرق التواصل.

تاريخ طويل من الزلات

لم تقتصر حوادث الميكروفون المفتوح على ترامب وحده، بل شملت قادة حاليين وطامحين على مر العقود:

رونالد ريغان (1984): خلال اختبار صوتي، مازح الرئيس الأميركي رونالد ريغان قائلاً: “يا أبناء أميركا، يسعدني أن أخبركم أنني وقعت قانونًا سيحظر روسيا إلى الأبد. سنبدأ القصف خلال خمس دقائق”. لم يجد الاتحاد السوفيتي الأمر مضحكًا وأدان التصريح.

فلاديمير بوتين (2006): في واقعة أخرى، نقلت وسائل إعلام روسية عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نكتة حول رئيس إسرائيل، والتي أثارت جدلاً واسعًا.

جورج دبليو بوش (2000): خلال مناظرة رئاسية، التُقط تسجيل للرئيس جورج دبليو بوش يصف فيه أحد صحفيي “نيويورك تايمز” بأنه “وغد من الدرجة الأولى”.

جو بايدن (2010): عندما كان نائبًا للرئيس، همس بايدن في حفل توقيع قانون الرعاية الصحية: “هذه صفقة كبيرة جدًا، بحق الجحيم!”، وهي عبارة انتشرت على نطاق واسع.

باراك أوباما (2012): في لقاء مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، قال الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما: “سأكون أكثر مرونة بعد الانتخابات” في إشارة إلى قضايا حساسة، مما دفع الجمهوري ميت رومني إلى وصف الحادثة بـ”دبلوماسية الميكروفون المفتوح”.

المواقف المحرجة لا تقتصر على السياسيين الذكور

حتى في الأوساط الأكثر تهذيبًا، لا يستثني الميكروفون المفتوح أحدًا. ففي عام 2022، وصفَت رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة جاسيندا أرديرن، المعروفة بمهارتها في الجدال، أحد السياسيين المعارضين بأنه “متعجرف” خلال جلسة برلمانية.

كما واجه الملك البريطاني تشارلز الثالث موقفًا محرجًا في عام 2022 عندما فقد أعصابه بسبب قلم حبر كان يتسرب أثناء توقيعه على وثيقة، وقال: “يا إلهي، أكره هذا! لا أطيق هذا الشيء اللعين”.

دونالد ترامب: صاحب أشهر زلات الميكروفون

يُعرف دونالد ترامب بصراحته المفرطة، لكن أشهر لحظات الميكروفون المفتوح في مسيرته كانت قبل أن يصبح رئيسًا. في تسجيلات لبرنامج “أكسس هوليوود” عام 2005، تفاخر ترامب بتقبيل النساء ولمسهن دون موافقتهن، قائلاً: “عندما تكون نجمًا، يسمحون لك بذلك”. هذه التصريحات هددت حملته الانتخابية في الأسابيع الأخيرة من انتخابات 2016. ورغم أنه اعتذر عنها، إلا أن هذه اللحظات كشفت الكثير عن شخصيته.

وفي لقائه الأخير في البيت الأبيض، كشفت الدردشة الجانبية بين ترامب والقادة الأوروبيين عن لمحات من اللعبة الدبلوماسية غير الرسمية، حيث سأل القادة ترامب مازحين عن تعامله مع وسائل الإعلام، وأشاد ببعضهم الآخر، في لقطات تؤكد أن لا خصوصية حقيقية في الأماكن العامة عندما تكون الكاميرات والميكروفونات تعمل.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً