اتهامات جديدة للجيش السوداني.. قصف قافلة إنسانية دولية

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



أفادت تقارير محلية في دارفور غربي السودان، الأربعاء، بأن الطيران للجيش السوداني، استهدف في “مليط” شمال دارفور، قافلة إغاثية

 تابعة لبرنامج الأغذية العالمي.

وبحسب التقارير ذاتها فإن القافلة كانت تضم (16) شاحنة تحمل مواد غذائية منقذة للحياة، وأدى القصف لاشتعال النيران في 3 شاحنات تم تدميرها بالكامل.

وقال المتحدث باسم الوكالة الأممية غيفت واتاناساثورن إن “3 بين 16 شاحنة ضمن قافلة كانت تحمل مواد غذائية منقذة للحياة” اشتعلت فيها النيران وتضررت، مؤكدا سلامة الطواقم الإنسانية.

وأوضح واتاناساثورن أن الهجوم وقع بالقرب من مدينة مليط “التي تتفشى فيها المجاعة” أثناء توجهها إلى قرية الصيّاح في ولاية شمال دارفور.

وشدد واتاناساثورن على ضرورة “احترام جميع الأطراف للقانون الإنساني الدولي وضمان سلامة الطواقم والإمدادات الإنسانية”.

وأكد أن “عاملي ومواد الإغاثة لا ينبغي أبدا أن يكونوا هدفا” لأعمال العنف.

اتهامات للجيش السوداني

وطبقاً لتقارير عديدة، فإن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان، شن للمرة الثالثة خلال أسبوع واحد، هجوماً على مدينة مليط شمال دارفور، مما تسبب في سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.

وتسيطر قوات الدعم السريع على مدينة مليط وأجزاء واسعة من ولاية شمال دارفور.

فيما لم يصدر الجيش السوداني بيانا للتعليق على الأمر، اتهمت قوات الدعم السريع، طيران الجيش السوداني باستهداف قافلة إغاثية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي، مكوّنة من 16 شاحنة، وتدمير شاحنتين أثناء وجودها داخل حظيرة جمارك مليط بولاية شمال دارفور.

وأدان الناطق باسم الدعم السريع في بيان الأربعاء، اطلعت عليه “العين الإخبارية”، ما أسماه استهداف طيران “دواعش جيش الحركة الإسلامية الإرهابية” للقافلة.

وقال إن “العدوان الغادر طال سوق مدينة مليط والنقطة الجمركية”، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين الأبرياء.

ودعا البيان، المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية إلى إدانة واضحة وصريحة لهذا الاعتداء الإجرامي، وفتح تحقيق عاجل لمحاسبة المسؤولين عن استهداف قوافل الإغاثة.

كما طالب بالضغط الفوري لوقف اعتداءات الجيش السوداني على العاملين في المجال الإنساني- حسب وصفه.

ونشر جنود في الدعم السريع على منصات التواصل الاجتماعي في السودان، “مقطع فيديو” يُظهر شاحنتين تشتعلان بالنيران تتصاعد منهما أعمدة الدخان، مشيرين إلى أن القصف وقع في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرًا على القافلة القادمة من معبر الطينة إلى مليط.

ويُظهر الفيديو شاحنات أخرى تحمل شعار برنامج الغذاء العالمي.

ضحايا العمل الانساني

استهداف القافلة الإغاثية في شمال دارفور، أثار ردود أفعال واسعة على منصات التواصل الاجتماعي في السودان، خصوصاً وأن منطقة “مليط” التي تم فيها استهداف القافلة تعاني نقصاً حاداً في الغذاء، ويهدد شبح الجوع ساكنيها، في وقت تحتدم فيه المعارك بين الجيش السوداني وحلفائه وقوات الدعم السريع على تخوم مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور.

وبحسب مراقبين فإن استمرار الحرب وعدم إلتفات أطرافها لكل النداءات الدولية والإقليمية بإيقافها، جعل الأوضاع الانسانية في شمال دارفور على وجه التحديد، تزحف نحو الكارثة الأكبر على مستوى العالم بأكمله.

الخبير الدولي في العمل الانساني في السودان، صلاح الأمين، قال لـ”العين الإخبارية” إن “أنسب طريقة لإدارة العمل الانساني في ظل الواقع السوداني الكارثي والمعقد سياسياً وأمنياً، هو المبادرة بعملية إنسانية بمركز واحد وبتنسيق عالٍ جداً، مع ضرورة وجود ممرات آمنة مراقبة دولياً، ويكون للمنظمات المجتمعية القاعدية السودانية على الأرض، دوراً كبيراً في التشبيك مع المنظمات الدولية لتوصيل وحماية المساعدات الإنسانية”.

وأشار الأمين إلى تصريحات لوكا ريندا، نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني.

وقال إن “تصريحات ريندا جاءت في وقت عصيب للشعب السوداني وهو يواجه أكبر كارثة إنسانية في العالم، حيث قت فيها 120 من العاملين في العمل الإنساني خلال تقديمهم المساعدات للمحتاجين على الأرض، مما يؤكد أن أطراف النزاع لا تلتزم بالقانون الدولي الإنساني في حماية العاملين في تقديم المساعدات للمدنيين في مناطق النزاع”.

وكان نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الانسانية، لوكا ريندا، قال في بيان بمناسبة اليوم العالمي للعمل الانساني: إن الحرب في السودان أصبحت واحدة من أكثر النزاعات فتكًا بعمال الإغاثة، حيث قُتل أكثر من 120 عاملاً، معظمهم من السودانيين، منذ اندلاع الصراع في 15 أبريل/نيسان 2023.

وأضاف: “هؤلاء ليسوا مجرد أرقام، كانوا أطباء وسائقين ومتطوعين وأعضاء في طواقم العمل، حضروا كل يوم لخدمة مجتمعاتهم بشجاعة وتعاطف، حيث إن مقتلهم تذكير بالمخاطر المتزايدة التي يواجهها من يقدمون المساعدة المنقذة للحياة”.

دعوة إلى هدنات انسانية

وعلى صعيد متصل بالأزمة الانسانية في شمال دارفور وكردفان غربي السودان، أكد بيان لمجموعة «المتحالفون من أجل إنقاذ الأرواح والسلام في السودان»، ويضم دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر وسويسرا والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، على ضرورة الاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي»، بما يشمل حماية المدنيين والعاملين في المجال الإغاثي، وضمان سلامة مبانيهم وأصولهم، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بسرعة ودون عراقيل إلى جميع المحتاجين.

وأكد البيان أن المدنيين هم الضحايا الأكبر للحرب، داعيًا الأطراف المتحاربة إلى رفع القيود البيروقراطية أمام المساعدات، وضمان ممرات آمنة للقوافل الإنسانية والمدنيين، والسماح بـ وجود إنساني دائم للأمم المتحدة خصوصًا في دارفور وكردفان.

وأشار البيان إلى أن الوضع في شمال دارفور وكردفان يتطلب بشكل عاجل إجراءات لخفض التصعيد، بما يسمح بوصول المساعدات إلى المحتاجين.

كما شدّد على وجوب التزام جميع الأطراف بالقانون الإنساني الدولي وبـ«إعلان جدة لحماية المدنيين» الموقع في مايو/أيار 2023

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً