كيف تُصنع الثروة في إسبانيا؟ سر بلد الـ60 مليارديرا

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



في بلد يشتهر بشواطئه الذهبية وموائده الغنية وكرة القدم التي تسحر العالم، هناك قصة أخرى تُروى بعيدًا عن الملاعب والسياحة: قصة المال والثروة.

في السنوات الأخيرة، أصبحت إسبانيا موطناً لأكثر من 60 مليارديراً، وصعدت ثروات 200 شخصية من كبار الأثرياء بنسبة لافتة بلغت 16.4% في عام واحد فقط.

ومع انتعاش البورصات، وعودة السياح بقوة بعد جائحة كوفيد-19، وتوسع الاستثمارات العائلية في قطاعات حيوية، يتشكل مشهد جديد يعكس صعود نخبة مالية مؤثرة قد تضع إسبانيا في قلب خريطة الثروة العالمية، بحسب مجلة Equinox الفرنسية.

ثروات تتضاعف وأرقام قياسية

وبلغت القيمة الإجمالية لثروات أغنى 200 شخص في إسبانيا 373 مليار يورو، أي بزيادة 53% منذ نهاية الجائحة. إسبانيا تحتضن اليوم 63 مليارديراً، أي أكثر بـ20 مليارديراً مقارنة بما كانت عليه قبل عشر سنوات.

 وتتوزع هذه الثروات بشكل رئيسي في كاتالونيا (52 ثرياً)، مدريد (42)، فالنسيا (22)، إقليم الباسك (15)، غاليسيا (14)، فيما تتوزع البقية على باقي المناطق.

صناعة النسيج: من زارا إلى مانغو

النسيج هو العمود الفقري للأثرياء الإسبان. يتصدر القائمة أمانسيو أورتيغا، مؤسس “إنديتكس” (زارا، ماسيمو دوتي، بيرشكا…) بثروة هائلة تبلغ 119 مليار يورو، ما يجعله أغنى رجل في إسبانيا بلا منازع. وابنته ساندرا أورتيغا تحتل المرتبة الرابعة بحصة 7% في المجموعة، بينما تتواجد ابنة عمه دولوريس أورتيغا في المركز 26.

عائلة أنديك المالكة لـ”مانغو” جاءت في المرتبة 23، وتوماس ماير مؤسس “ديسيغوال” حل في المركز 120. أما ميغيل فلوكسا، وريث “كامبر” للأحذية، فقد وسّع نشاطه ليمتلك سلسلة فنادق “إيبيروستار”، ما وضعه في المركز 19 بين أثرياء إسبانيا.

تجارة التجزئة: إمبراطورية “ميركادونا”

وفي قطاع المتاجر الكبرى (السوبرماركت)، تحتكر سلسلة ميركادونا أكثر من 26% من السوق الإسبانية. مؤسسها خوان رويغ يحتل المرتبة الثالثة في قائمة الأثرياء بثروة تقدر بـ12 مليار يورو. ورغم ثرائه، عُرف بتواضعه وبمساهماته الكبيرة في إعادة إعمار فالنسيا بعد الفيضانات المدمرة عام 2023، إذ تبرع بـ85 مليون يورو لدعم المتاجر والبنية التحتية.

كما تحضر بقوة عائلة ألفاريز، المالكة لحصة كبرى في “إل كورت إنغليس”، حيث تمتلك الشقيقتان مارتا وكريستينا ألفاريز ثروة تقارب 1,4 مليار يورو.

  • فرار أثرياء آسيا نحو الذهب المادي.. تعرف على الأسباب

السياحة: قاطرة الثروة الجديدة

بعد الجائحة، عاد قطاع السياحة بقوة ليغذي ثروات كبار العائلات الإسبانية. تمتلك 12 عائلة ثروة مجمعة قدرها 15,3 مليار يورو، أغلبها من جزر البليار.

من أبرز هذه الأسماء: عائلة ريو (Riu Hotels) التي تحتل المركز 11، وعائلة سيمون بيدرو بارسيلو (Barceló Hotels) في المركز 42، كما جاءت عائلة أوستاسيو لوبيز (Lopesan Hotels) في المركز 51، بينما جاءت عائلة إسكارر خاومي (Meliá) في المركز 67، حتى أمانسيو أورتيغا نفسه لم يفوت الفرصة، إذ أضاف نحو 40 فندقاً إلى محفظته الاستثمارية.

سر النجاح: تنويع واستراتيجية طويلة الأمد

من جانبه، قال الاقتصادي الكتالوني أوريول جيس، للمجلة الفرنسية إن مفتاح بناء الثروة في إسبانيا لا يكمن فقط في اختيار القطاع المناسب، بل في التنويع الذكي.

وأضاف أن “الاعتماد على مصدر دخل واحد خطأ قاتل. من يبنون ثروات حقيقية يجمعون بين الرواتب، العقارات، الأسهم، الأعمال العائلية، والاستثمارات المالية. السر هو أن تجعل المال يعمل من أجلك، لا أن تعمل أنت فقط من أجل المال”.

واعتبر أن الأسماء المتصدرة للقائمة ليست مجرد صدفة، بل نتاج رؤية بعيدة المدى، انضباط مالي، واجتهاد استثنائي. وهكذا تثبت التجربة الإسبانية أن الطريق إلى الثروة ليس حكراً على قطاع بعينه، بل على العقلية التي تدير رأس المال.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً