في سباق الأثرياء الذي يسيطر على العناوين العالمية، برز اسم جديد ينافس على القمة، وهو لاري إليسون، الشريك المؤسس لشركة «أوراكل» العملاقة للبرمجيات، والذي بات اليوم ثاني أغنى رجل في العالم بعد إيلون ماسك.
الرجل الذي وصف طويلاً بأنه “المتمرّد” في وادي السيليكون، لم يعد مجرد أسطورة في قطاع التكنولوجيا، بل تحول إلى أحد أبرز رجال الأعمال الذين يعيدون رسم موازين القوى الاقتصادية والتكنولوجية على مستوى العالم.
ثروة تنافس ماسك وبيزوس وزوكربيرغ
الأربعاء، قدرت ثروة لاري إليسون بـ302 مليار دولار وفق مؤشر بلومبرغ، مقابل 375 مليار دولار لإيلون ماسك الذي فقد أكثر من 57 مليار منذ مطلع العام. بفضل هذا الصعود السريع، تخطّى إليسون أسماء ثقيلة مثل جيف بيزوس ومارك زوكربيرغ، ليجلس على مقعد الرجل الثاني في قائمة المليارديرات، بحسب محطة “بي.إف.إم” التلفزيونية الفرنسية.
الجزء الأكبر من ثروته مصدره حصة تبلغ نحو 41% من شركة “أوراكل”، التي قفز سهمها بما يقارب 50% منذ بداية العام، مدفوعاً بازدهار قطاع الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.
من حي فقير في شيكاغو إلى عرش وادي السيليكون
قصة إليسون أشبه برواية صعود أسطوري. وُلد عام 1944 في نيويورك، وتخلى عنه والداه في أشهره الأولى، لينشأ في أحد الأحياء الشعبية بمدينة شيكاغو مع أقاربه. هذا الطفل الذي لم يعرف الاستقرار العائلي، صنع لاحقاً لنفسه حياة تتجاوز حدود الخيال.
في عام 1977، أسس “أوراكل” مع شريكين برأسمال متواضع، لتصبح اليوم ثاني أكبر شركة برمجيات في العالم بعد “مايكروسوفت”، وقوة صاعدة في قطاع الحوسبة السحابية الذي يُعد البنية التحتية الأساسية للذكاء الاصطناعي.
طموحات لا تعرف حدوداً
منذ بداياته، لم يخفِ إليسون طموحه الجامح. ففي التسعينيات أعلن صراحة أنه سيجعل “مايكروسوفت” شيئاً من الماضي، وفي السنوات الأخيرة تعهّد بتجاوز “أمازون” في سوق الحوسبة السحابية.
وبعد نحو أربعة عقود على كرسي الإدارة التنفيذية، تنازل عن منصب الرئيس التنفيذي عام 2014، لكنه احتفظ بدور محوري كرئيس مجلس الإدارة ومدير التكنولوجيا. اليوم، تساهم رهاناته على الذكاء الاصطناعي في دفع “أوراكل” إلى مستويات جديدة، خصوصاً عبر مشروع البنية التحتية العملاق “Stargate” الذي أُعلن من البيت الأبيض مطلع 2025، باستثمارات تقدر بـ500 مليار دولار.
السياسة والمال: تحالف مع ترامب
خارج حدود التكنولوجيا، يثير إليسون الكثير من الجدل بمواقفه السياسية. فهو من أبرز داعمي الحزب الجمهوري، ومنذ 2016 أصبح مقرباً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث ساهمت “أوراكل” في المرحلة الانتقالية لإدارته. لاحقاً، لعب دوراً بارزاً في مفاوضات صفقة “تيك توك” عام 2020، التي وإن لم تكتمل، انتهت باختيار “أوراكل” كمزوّد حصري لخدمات التخزين السحابي في الولايات المتحدة. اليوم، يواصل إليسون المشاركة في ملفات مشابهة، بما في ذلك محاولات الاستحواذ على أنشطة “تيك توك” الأمريكية.
حياة فارهة واستثمارات استثنائية
وراء شخصية رجل الأعمال الصارم، يعيش إليسون حياة فاخرة تفوق الخيال. فقد أنفق مئات الملايين على قصور وعقارات فريدة، من بينها منزل ضخم مستوحى من الطراز الياباني الإقطاعي في كاليفورنيا، ومضمار غولف خاص. وفي عام 2012، أقدم على خطوة جريئة بشراء الجزء الأكبر من جزيرة “لاناي” في هاواي مقابل 300 مليون دولار، لتصبح الجزيرة أشبه بمملكته الخاصة.
بين المليارات والطموحات المستقبلية
اليوم، وفي سن الـ81، يقف لاري إليسون عند مفترق تاريخي: ثروة متضخمة، نفوذ سياسي ملحوظ، واستثمارات ضخمة في مستقبل الذكاء الاصطناعي. وبينما يواصل إيلون ماسك التمسك بالصدارة، فإن إليسون بات المنافس الأقرب لإزاحته، معزّزاً مكانته ليس فقط كواحد من أغنى رجال العالم، بل كأحد أكثرهم تأثيراً على شكل الاقتصاد والتكنولوجيا والسياسة في القرن الحادي والعشرين.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز