في تحرك يعكس الاستجابة المباشرة للظروف الميدانية، أنهى الملك فيليب السادس عطلته العائلية في اليونان وعاد إلى مدريد ليواكب عن كثب تطورات أزمة الحرائق التي تواجهها إسبانيا.
في لحظة حاسمة تهدد مساحات شاسعة من الأراضي الإسبانية، عاد الملك فيليب السادس على وجه السرعة من عطلته العائلية في اليونان إلى مدريد، ليكون في قلب الحدث ويقود التعبئة الوطنية ضد موجة حرائق غير مسبوقة. قرار مفاجئ يحمل دلالات واضحة: القيادة في زمن الأزمات لا تُمارَس بالكلمات، بل بالفعل والحضور.
حضور ملكي وسط أزمة وطنية
كان الملك فيليب السادس يمضي إجازة هادئة مع الملكة ليتيثيا وابنتيهما، الأميرة ليونور والإنفانتا صوفيا، في منطقة بيلوبونيز اليونانية، بضيافة الملك فيليم ألكسندر والملكة ماكسيما ملكي هولندا. أيام من السباحة والقراءة والهدوء العائلي، قبل أن يفرض الواقع الإسباني نفسه: سلسلة حرائق واسعة النطاق تستدعي عودة عاجلة، دون تردد، بحسب مجلة BeautyCase الفرنسية.
هذا القرار تزامن مع مرحلة مفصلية في حياة العائلة الملكية، إذ تستعد الأميرة ليونور لدخول عامها الأخير في الأكاديمية العسكرية الجوية بسان خافيير، بينما تتهيأ شقيقتها صوفيا لبدء دراستها في السياسة والعلاقات الدولية.
تنسيق مباشر مع وحدة الطوارئ العسكرية
ما إن حطّت طائرته في قاعدة توريخون الجوية قرب مدريد، حتى توجه الملك مباشرة إلى مقر الوحدة العسكرية للطوارئ (UME)، حيث استقبلته وزيرة الدفاع مارغريتا روبليس والجنرال فرانسيسكو خافيير ماركوس.
وأوضحت التقارير الميدانية حجم التحدي: أكثر من 1900 جندي في مواجهة ما يقارب عشرين حريقًا نشطًا، تتركز غالبيتها في منطقة غاليسيا، مع بقاء مناطق أخرى تحت المراقبة. العمليات تدمج بين الوسائل البرية والجوية، ويجري تنسيقها مع خدمات الطوارئ المحلية لضمان أكبر فعالية ممكنة.
دعم علني ورسائل تعبئة وطنية
وفي تصريحات رسمية عبر حساب العائلة الملكية على إنستغرام، أشاد الملك فيليب السادس بجهود رجال الإطفاء والمتطوعين، واصفًا الحرائق بأنها “مدمرة وتأتي على جزء كبير من وطننا”. رسالة واضحة لإبقاء الروح المعنوية عالية، في وقت تتطلب فيه الأزمة تعبئة شاملة.
وأكد القصر الملكي استمرار التواصل مع رؤساء الحكومات المحلية في المناطق المتضررة ومع الحكومة المركزية، في سبيل تنسيق الاحتياجات اللوجستية وتحديد الأولويات بشكل متجدد على مدار الساعة.
قيادة حاضرة ورسائل رمزية قوية
في تقرير لمجلة Hello، أشارت الصحفية أندريا كاامانو إلى أن وجود الملك بين المواطنين والقوات على الأرض يبعث برسالة قوية، تمامًا كما فعل سابقًا أثناء أزمة الفيضانات في فالنسيا. القيادة الرمزية، مقرونة بالدعم العملي، تمنح الأمل وتعزز فعالية العمل الجماعي.
نحو العمل الجماعي وإعادة البناء
وبينما تستمر فرق الإطفاء في مواجهة النيران، يبقى الهدف المباشر هو حماية الأرواح والممتلكات. لكن الملك فيليب السادس، من خلال حضوره الفعلي، يذكّر بأن المعركة تتجاوز إخماد الحرائق إلى ترميم الثقة والوحدة الوطنية.
فالرهان اليوم هو على التنسيق المستمر، الصمود الجماعي، والالتزام بإعادة بناء المناطق المتضررة، حتى تستعيد إسبانيا توازنها وتعود الحياة إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز