بوتين يحدد شروطًا جديدة لوقف الحرب في أوكرانيا ( تحليل )

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

ألاسكا، الولايات المتحدة – في خطوة مفاجئة خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قاعدة إلمندورف ريتشاردسون المشتركة في ألاسكا، كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن شروط جديدة لوقف الحرب المستمرة في أوكرانيا. تأتي هذه الشروط، التي نُشرت تفاصيلها في تقرير لوكالة رويترز، بعد أكثر من ثلاث سنوات من بدء الصراع، وتشير إلى تحول محتمل في استراتيجية موسكو.

الشروط الروسية: نقاط خلاف جوهرية

تتركز مطالب بوتين الرئيسية على ثلاثة محاور:

منطقة دونباس: يطالب بوتين بأن تتخلى أوكرانيا عن السيطرة الكاملة على منطقة دونباس، بما في ذلك الأجزاء التي لا تزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية. هذا الشرط يُعد جوهريًا، حيث تشكل دونباس قلب الصراع منذ عام 2014.

حياد أوكرانيا: يصر بوتين على أن تتخلى أوكرانيا بشكل دائم عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأن تحافظ على وضع الحياد. لطالما اعتبرت موسكو توسع الناتو نحو حدودها تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.

الوجود العسكري الغربي: يطالب الرئيس الروسي بإبقاء القوات العسكرية الغربية خارج البلاد، في إشارة واضحة إلى مخاوف موسكو من أي انتشار محتمل لقوات الناتو أو غيرها من القوات الغربية على الأراضي الأوكرانية.

تحليل: مرونة تكتيكية أم مناورة سياسية؟

المطالب الجديدة لبوتين تحمل في طياتها تنازلاً تكتيكيًا لافتًا مقارنةً بمطالب سابقة كانت موسكو قد طرحتها في يونيو 2024. ففي تلك الفترة، كانت روسيا تطالب بتنازل أوكرانيا عن أربع مقاطعات كاملة وهي دونيتسك، لوغانسك، خيرسون، وزابوريجيا.

التنازل الملموس: في العرض الجديد، يبدو بوتين مستعدًا للتخلي عن المطالب الكاملة بضم مقاطعتي خيرسون وزابوريجيا مقابل السيطرة الكاملة على دونباس. يمكن تفسير هذا التنازل بأنه محاولة لتقديم عرض أكثر “معقولية” أمام المجتمع الدولي، وربما لتقويض الدعم الغربي لكييف.

التأثير على المفاوضات: رفضت كييف سابقًا الشروط الروسية واعتبرتها “استسلامًا”. ومن المرجح أن تواجه الشروط الجديدة رفضًا مماثلاً، خاصةً وأنها لا تزال تطلب تنازلات إقليمية كبيرة. ومع ذلك، قد تفتح هذه المطالب الجديدة الباب أمام جولة جديدة من المفاوضات، وإن كانت صعبة ومعقدة.

الرسالة السياسية: تقديم هذه الشروط خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الأمريكي قد يكون رسالة موجهة إلى واشنطن والغرب، مفادها أن موسكو لديها رؤية واضحة للحل، وأن الكرة الآن في ملعب كييف وحلفائها.

تبقى التحديات أمام أي اتفاق محتمل هائلة، حيث تصر أوكرانيا على استعادة كافة أراضيها المحتلة، بينما تصر موسكو على الاعتراف بمكتسباتها الإقليمية، مما يجعل التوصل إلى حل وسط مهمة بالغة الصعوبة.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً